فتح باب القبول بالمعهد العالي للقضاء للفاشلين والراسبين
يمنات
عبدالوهاب قطران
بزمن المرحوم قرقر التحقت مع دفعتي الدفعة ال١٢ بالمعهد العالي للقضاء ، بعد ان استمر اغلاق المعهد لمدة سبع سنوات بسبب الاستقطابات الحزبية بين الاصلاح والمؤتمر الشعبي ،بعد حرب صيف ٩٤م، وتقاسم المنتصرين الاصلاح و المؤتمر للسلطة وكان من نصيب الاصلاح وزارة العدل التى تولى حقيبتها الدكتور عبدالوهاب الديلمي ،وكان توجه الاصلاح حينها الحاق منتسبيه بالقضاء عبر بوابة المعهد ،فااصدر الرئيس السابق قرقر قرار صائب باغلاق باب المعهد امام الجميع خلال الفترة الانتقالية تلك..
ولو كان يقف على رأس السلطة منذ بداية هذه الحرب الملعونة رجل حكيم لقام باغلاق باب القبول بالمعهد العالي للقضاء الى ان تعود الاوضاع لطبيعتها بدلا من فتح باب المعهد للفاشلين والراسبين واشباه الاميين واستبعاد واقصاء المتفوقين بمبررات وقحة..
المهم بعد ان دام اغلاق المعهد لمدة سبع سنوات قرر الرئيس الراحل قرقر فتح باب القبول مطلع العام ٢٠٠٣م وشكل لجنة قبول برئاسة القاضي المرحوم زيد الجمرة ،رئيس المحكمة العليا ،وعضوية وزير العدل القاضي احمد عقبات والنائب العام الدكتور عبدالله العلفي ،ومدير المعهد القاضي يحي مالك ،وسجلنا بالمعهد اوئل الطلاب الخريجين من الجامعات اليمنية والعربية ،وكانت شروط القبول صارمة منها ان لايقل معدل الطالب خريج الجامعات الحكومية عن جيد جدا ..
وخضعنا لاختبارات قبول تحريرية وشفوية قاسية صعبة رسب فيها ثلثي المتقدمين ونجح الثلث ،واجمع اساتذة ورجال القانون حينها ان من نجح بالامتحانات لديهم القدرة على تولي القضاء بدون حتى الدراسة بالمعهد..
ولشفافية وصرامة المعايير لم يستطع وزير العدل حينها وكبار قادة القضاء الحاق ابنائهم واخوانهم بالقضاء لنقص معدلاتهم ،فابتعثوهم للدراسة بالمعهد القضائي المغربي ومنهم شقيق وزير العدل حينها وهو اليوم وكيل نيابة باامانة العاصمة..
ثم درسنا اربع سنوات دراسة معمقة شاقة صباح مساء ،وقدمنا بكل سنة بحث علمي تم مناقشته علنية بقاعات المعهد ،واستقدم كبار اساتذة القانون بالجامعات المصرية لتدريسنا من جمهورية مصر الشقيقة منهم الفقية الدستوري الدكتور يحي الجمل..
تخرجنا مطلع العام ٢٠٠٧ ،وحضر حفل تخرجنا الرئيس الراحل صالح ،واصدر لنا اثناء الحفل قرار جمهوري بتعييننا قضاة جزئيين بالمحاكم ،وهو اخر حفل تخرج يحضره لخريجي المعهد ،وتم توزيعنا الاسبوع التالي بعواصم المحافظات ،وصعدنا منصة القضاء ،واصدرنا الاحكام بكفائة ونزاهة وشكلنا دفعة جديدة بالقضاء وشعر المتقاضين واعوان القضاء بالارتياح والتغيير للافضل..
وبعدها تراجعت المعايير وكل دفعه كانت تاتي ادنى مستوى من ذي قبلها ،الى ان اشتعلت هذه الحرب القذرة ،فتم ملشنة القضاء وفتح معهد موازي بعدن ومعهد هنا استمر بالقبول ،وتنافست السلطات على القبح والدمامة والصفاقة الى ان وصل الحال بهم لقبول الراسبين والفاشلين الصادرة برفض قبولهم احكام قضائية واستبعاد واقصاء المتفوقين والمتميزين بحجة التقارير الامنية!!
وقد شاهد الجميع قبل اسبوع الفديو اللذي نشره الطلاب الاوائل الناجحين باختبارات القبول بالدفعة ٢٤ وعلى رأسهم الاول على دفعته بجامعة صنعاء عادل صلاح ابولحوم وهم يدفنوا شهائدهم بالمقبرة ويدرسوا عليها ياسين ،في مشهد كارثي مبكي مخزي يدين سلطة اليوم ويفضح القبح والفساد الوقح المبهرر لهذه الحقبة المظلمة السوداء الكالحة..
تضامني الكامل مع الطلاب المستبعدين والمقصيين من معهد القضاء ، اغلقوا باب المعهد كفى فضائح ..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا